الشهيدة أفرا

موضوع: الشهيدة أفرا الثلاثاء يونيو 28, 2011 9:25 pm

بســـــم الثـــــالوث القـــــدوس

الشهيدة أفرا

حياتها تمثل النفس التي عاشت مدللة زماناً في شهوات الجسد، وإذ تذوقت عذوبة الشركة مع الله في المسيح يسوع مخلصها تصطاد أهل بيتها للإيمان، وتقف بجرأة تواجه آلام الإضطهاد متهللة بالروح .

كان الغرب يحتفل بعيد إستشهادها في الخامس من أغسطس، ولا زالت تكرم في اكسبرج موطنها، وفي بعض مناطق بألمانيا، قيل أن رفاتها أكتشفها إلريك سنة 955 م، والآن توجد في كنيستي إلريك وأفرا في أقصى جنوب اكسبرج.

أغلب الدارسين يؤكدون صدق إستشهادها، وإن كان بعض النقاد يتشككون في أنها كانت زانية وتابت .

نشأتها

بحسب التقليد كانت أفرا امرأة زانية تعيش في اكسبرج في بداية القرن الرابع، تابت على يدي القديس ناركيسوس بجيرونا في أسبانيا ، وقد تابت معها والدتها هيلارية، كما كسبت نفوس خادماتها الثلاث: ديجنا وإفنوميا وإفبريبيا اللواتي كن يسلكن معها في الفساد .

إستشهادها

إذ التهبت نيران الإضطهاد في عهد دقلديانوس وشريكه مكسيميانوس إستدعاها غايس قاضي ، ودخل معها في الحوار التالي :

غايس : اذبحي للآلهة، فإنه خير لك أن تعيشي من أن تموتي بالعذابات .

أفرا : يكفي ما ارتكبته من خطايا خلال جهلي، فإنني لن أضيف عليها ما تأمرني به .

غايس : اذهبي إلى الهيكل وقدمي ذبيحة .

أفرا : المسيح هو هيكلي، أراه دائمًا أمام عيني، وأعترف له كل يوم بخطاياي، وأقدم نفسي ذبيحة إرادية .

غايس : لقد سمعت عنك، إنك زانية. إذن ضحِ، فإنه لا نصيب لك مع إله المسيحيين .

أفرا : لقد قال ربي يسوع المسيح أنه جاء من السماء لأجل الخطاة .

غايس : ضحِ فتكسبين محبة محبيك، ويسكبون أموالهم في جرابك .

أفرا : إنني لن أقبل بعد أموالهم البغيضة، هذه الأموال التي ألقيتها عني كنفاية .

غايس : لن يمكنك أن تصيري مسيحية فإنك زانية .

أفرا : إن كل ما لديّ أقدمه لأنال لقب مسيحية هو رحمة الله .

غايس : كيف تعلمين أن المسيح قبلك ؟

أفرا : في أنه يسمح لي أن أعترف به أمام كرسي قضائك .

غايس : هذا كله وهن، مجرد تخيلات؛ قدمي ذبيحة !

أفرا : المسيح هو خلاصي، الذي عُلق على الصليب، ووعد اللص الذي اعترف به بالفردوس .

غايس : لا تتركيني أحاورك كثيراً، إنما قدمي ذبيحة، وإلا إن سلكتي بغباوة فسأعذبك وأحرقك حية .

أفرا : ليت جسدي الذي أخطأ يتألم !

إذ أصدر القاضي حكمه بحرقها حية، أمسك بها الجند وسحبوها إلى جزيرة في نهر ليش، وهناك جلدوها وربطوها في قائمة لحرقها، وإذا بها تبسط يديها وترفع نظرها إلى السماء والدموع تجري من عينها لتقدم صلاة لله قائلة : أيها الرب يسوع المسيح، الله القدير، الذي جاء لا ليدعو أبراراً بل خطاة للتوبة، إقبل في هذه الساعة آلام توبتي، وخلال هذه النار الزمنية التي أُعدت لإبادة جسدي أنقذني من النار الأبدية التي تحرق الجسد والنفس معاً .

وإذ بدأت تدخل النيران، سُمعت تقول : أشكرك أيها الرب يسوع، إذ جعلتني أهلاً أن أتألم لأجل اسمك، يا من قدمت جسدك على الصليب فداء عن العالم كله، البار يفتدي الظالمين، الصالح يفتدي الأشرار، الطوباوي يفتدي من هم تحت اللعنة، الحلو يفتدي من هم مرارة... لك أقدم ذبيحتي، يا من لك الملك مع الآب والروح القدس، إلى دهر الدهور، آمين .

إذ قالت هذا صمتت لتنطلق نفسها إلى الفردوس متهللة بإكليل الشهادة. في المساء جاءت والدتها وخادماتها الثلاث يحملن جسدها ويدفن إياها... وإذ سمع غايس أرسل جنوده يحرقهن بالنار .

يرى بعض الدارسين أن أفرا هذه جاءت مع الكتيبة الطيبية من مصر إلى ألمانيا، إذ كان من عادة الجند متى رحلوا يأخذون أحيانًا زوجاتهم وأولادهم . ورأي آخرون أنها فتاة زانية جاءت مرافقة لأحد الجند وبقيت هناك تمارس شرها .

ويعيد لها يوم 5 أغسطس .

بركتها تكون معنا آمين

» الشهيدة رايس
» الشهيدة بربارة
» الشهيدة أغربينا
» الشهيدة أكويلينا
» الشهيدة تاؤدوسية