منتدي الأنبا بولا ava-bavly
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


† من يهرب من الضيقه يهرب من الله †
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
 لدخول الشات برجاء الضغط هنا أو من رابط الشات أسفل المنتدي
  ...........  سيخرجونكم من المجامع بل تاتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله  . يو ( 16-2 )
  ...........
† ...........  إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضا معه  رو( 8: 18 )   ...........
For I consider that the sufferings of this present time are not worthy to be compared
with the glory which shall be revealed in us. (Rom. 8: 18)

 

  حياة وسيرة القديس لوقا البشير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 355
نقاط : 29527
السٌّمعَة : 84
تاريخ التسجيل : 22/06/2010
العمر : 50
الموقع : https://ava-bavly.ahlamontada.com/

بطاقة الشخصية
ava-bavly:

  حياة وسيرة القديس لوقا البشير Empty
مُساهمةموضوع: حياة وسيرة القديس لوقا البشير     حياة وسيرة القديس لوقا البشير Emptyالسبت يوليو 17, 2010 10:31 pm

حياة وسيرة القديس لوقا البشير

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


كلمة "لوقا" غالبًا اختصار للكلمة اللاتينية "لوقانوسLucanus " أو "لوكيوس" وتعني "حامل النورأو "المستنيرغير أنه يجب التمييز بين لوقا الإنجيلي ولوكيوس المذكور في (أع 13: 1)
وأيضًا لوكيوس المذكور في (رو 6: 21)
هو الوحيد بين كتَّاب العهد الجديد الذي كان أمميًا ولم يكن يهوديًا بل
غالبًا من إنطاكية سوريًا؛ قَبِل الإيمان المسيحي دون أن يتهوّد.
ويعلّل الدارسون ذلك بأن الرسول بولس حين أشار إليه في رسالته إلى كولوسى (كو 4: 14).
لم يضمُّه إلى من هم من أهل الختان (4: 10-11) مثل أرسترخس ومرقس ابن أخت برنابا ويسوع المدعو يسطس .

رأى البعض أنه كان أحد السبعين رسولاً
بل وأحد التلميذين اللذين ظهر لهما السيد بعد قيامته في طريقهما إلى عمواس (لو 24: 12)
وأن الرسول لم يذكر اسمه بروح التواضع؛ غير أن الرأي الغالب بين الدارسين المحدثين أنه لم يكن من الرسل
بل قَبِل الإيمان على يديّ الرسول بولس، مدلّلين على ذلك أولاً بافتقار السند التاريخي
وثانيًا لأن هذا الفكر يبدو متعارضًا مع مقدمة الإنجيل
إذ يقول الكاتب عن الأمور المختصة بالسيد المسيح: "كما سلّمها إلينا الذين كانوا من البدء معاينين وخدامًا للكلمة" (لو 1: 2)
وكأن الكاتب لم ينظر السيد المسيح بل سجّل ما تسلمه خلال التقليد بتدقيقٍ شديدٍ وتحقق من الذين عاينوا بأنفسهم.
ولعلّه لهذا السبب يُعلق أحد الدارسين على هذا الإنجيل بقوله: "إنه عمل وليد إيمان الجماعة، قام على التقليد، وليس عملاً فرديًا

كان القديس لوقا طبيبًا (كو 4: 14)، ورسّامًا، جاء في التقليد أنه رسم أيقونة السيدة العذراء.
ارتبط القديس لوقا بالقديس بولس رسول الأمم بصداقة قوية
ففي سفر الأعمال أقلع الإنجيلي لوقا مع الرسول بولس من تراوس إلى ساموتراكي ثم إلى نيابوليس
ومن هناك إلى فيلبي (أع 16: 10-39 الرحلة التبشيرية الثانية).
مرة أخرى في رحلة الرسول بولس التبشيرية الثالثة عند رجوعه تبعه الإنجيلي لوقا من فيلبى إلى أورشليم (أع 20: 5-21: 18).
كما نراه مرافقًا له في روما عند الأسر (28: 30).
وكان معه في لحظاته الأخيرة، إذ يقول في رسالته الوداعية: "لوقا وحده معي" (2 تي 4: 11).

هكذا ارتبط الاثنان معًا، فسجل لنا الإنجيلي لوقا الكثير من عمل الله الكرازي خلال الرسول بولس في سفر الأعمال
ودعاه الرسول بولس: "الطبيب الحبيب" (كو 4: 14)، كما دعاه بالعامل معه (فل 24).

قيل أنه عاش بتولاً عمل في أخائية (باليونان)
استشهد في الرابعة والثمانين من عمره وأن الإمبراطور قسطنطينوس الثاني نقل رفاته إلي القسطنطينية عام 357م
وفي عام 1177م نقلت إلى Padau بإيطاليا.

نسبة السفْر إليه

1. جاءت شهادة الكنيسة في القرون الأولى واضحة أن الكاتب هو لوقا البشير
كاتب سفر الأعمال ورفيق الرسول بولس
كما يظهر من كتابات الآباء يوستين الشهيد وإيريناؤس وأوريجينوس وترتليان.

2. بجانب هذه الأدلة الخارجية، السفر نفسه يحمل دلائل علي أن كاتبه هو معلمنا لوقا.
فمنها أن هذا السفر موجّه إلى "ثيؤفيلس" نفس الشخص الذي وُجّه إليه سفر أعمال الرسل
بل وجاءت مقدمة سفر الأعمال تكمل خاتمة إنجيل لوقا
فالكاتب واحد. والسفران متشابهان في اللغة والأسلوب والأفكار.
هذا والتعبيرات الدقيقة التي استخدمها في وصف الأمراض التي شفاها السيد المسيح تدل على أن الكاتب طبيب
فكطبيب احترامًا منه لمهنة الطب لم يقل ما ذكره مرقس الرسول عن نازفة الدم: "قد تألمت كثيرًا
من أطباء كثيرين وأنفقت كل ما عندها، ولم تنتفع شيئًا، بل صارت إلى حال أردأ" (مر 5: 26)
إنما اكتفى بالقول: "قد أنفقت كل معيشتها للأطباء، ولم تقدر أن تُشفي من أحد" (لو 8: 43).

تاريخ كتابته

لا يوجد تقليد ثابت بخصوص تاريخ كتابته أو مكان كتابه، فالقديس إيريناؤس يرى أنه كُتب قبل استشهاد القديس بولس
بينما القديس جيروم معتمدًا على المؤرخ يوسابيوس القيصري يراه كتب بعد استشهاد الرسول بولس.
لما كان هذا الإنجيل قد كُتب قبل سفر الأعمال
و كُتب الأعمال قبل استشهاد الرسول بولس حتى أنه لم يشر إلى هذا الحدث
لهذا اعتقد كثير من الدرسين أنه كتب ما بين عام 63 و67م. كتبه غالبًا في روما
وإن كان قد رأى البعض أنه كُتب في أخائية أو في الإسكندرية.

غايته

إن كان معلمنا متى البشير كيهودي كتب لليهود ليعلن أن يسوع هو المسّيا الملك
الذي طالما ترقّب الآباء والأنبياء مجيئه، ليكون لهم نصيب في ملكوته الروحي الأبدي
فإن مار مرقس كتب للرومان ليُعلن أن يسوع هذا هو الخادم العامل
لا بروح السلطة الزمنية والتشامخ والعنف
بل بروح البذل، فيخلص بأعمال محبته لا بجيوش وقوات زمنية.
أما معلمنا لوقا البشير فكأممى طبيب مثقف أراد أن يخدم أصحاب الفكر الهيليني
فكتب لليونان عن السيد المسيح بكونه "صديق البشرية كلها"
يقدم لها أعماله الإلهية الخلاصية، لتحقيق ما عجزت عنه الفلسفة اليونانية والحكمة البشرية.

لهذا يُدعى هذا الإنجيل: "إنجيل الصداقة الإلهية" أو "إنجيل المسيح المخلص".
كما دُعي بالإنجيل المسكوني بكونه يمثّل دعوة للبشرية كلها لتقبل نداء صديقها السماوي
لتتجاوب مع عمله الخلاصي خلال الحب. هذه الغاية سنراها واضحة خلال حديثنا عن سمات هذا السفر.

كتب القديس لوقا هذا الإنجيل لصديقه العزيز ثاؤفيلس (1: 3). لقَب "العزيز" وهو لقب شرف
لهذا جاء الرأي الغالب أنه أحد أشراف الإسكندرية، من أصل إنطاكي كلوقا البشير نفسه
فكتب إليه كأممى مثله، لا لينتفع منه وحده، وإنما كما قال العلامة أوريجينوس لينتفع به المنتصرون من الأمم بوجه عام.

لقد ظن البعض أن لوقا هذا كان عبدًا لسيده ثاؤفيلس الأممي
وإذ عالجه كطبيب وشُفي كافأه بالعتق من العبودية
فبعث إليه الطبيب لوقا هذا الإنجيل علامة امتنانه وشكره.
وآخرون قالوا أن كلمة "ثاؤفيلس" وهي تعني "المحب لله"
إنما هو اسم استنكاري لأحد أشراف الإسكندرية لم يفصح عنه الإنجيلي حتى لا يتعرض لمتاعب بسبب مسيحيته.
على أي الأحوال، فإن هذا السفر موجه للأمم بوجه عام ليتمتعوا بصديقهم السماوي كمخلص لنفوسهم.

سماته

1. إذ قدّم لنا الإنجيلي السيد المسيح بكونه "المخلص صديق البشرية"
كثيرًا ما حدثنا عن "ابن الإنسان" جاء إلينا يحمل إنسانيتنا لكي يهبنا شركة الطبيعة الإلهية.
فإن كانت الفلسفات اليونانية قدمت أفكارًا مجردة، لكنها لا تستطيع أن تحتل القلب وتُغير الأعماق
أما ابن الإنسان فجاء صديقًا للإنسان حتى يقبله في داخله
فيهبه خلال هذه الصداقة الفريدة إمكانيات فائقة تعمل في أعماقه وتنعكس على تصرفاته.
دعوته للسيد "ابن الإنسان" تحطّم شعورنا بغربتنا عن الله، أو غربته عنّا إذ نزل إلينا ليرافقنا طريقنا.

2. أهم سمة لهذا الإنجيل إنه إذ يقدم "المخلص الصديق" يقدمه للبشرية كلها، فهو إنجيل مسكوني.
هو دعوة للجميع وليس لليهود فقط. لهذا نلاحظ فيه الآتي:

أ. إذ كان اليهود يتطلعون إلى أنفسهم أنهم أبرار وبقية الشعوب خطاة
يعلن الإنجيلي أن السيد المسيح هو "صديق الخطاة"، فانفرد بقوله أن ابن الإنسان
قد جاء يطلب ويخلص ما قد هلك (19: 10)
كما قدّم لنا مجموعة كبيرة من أقوال السيد وأمثاله توضح صداقة يسوع المسيح وحنوّه على الخطاة
مثل المثل الخاص بطول الأناة على شجرة التين العقيمة (13: 6-9)
مثل الخروف الضال، والدرهم المفقود، والابن الضال (15)؛ كما قدّم لنا قصة المرأة الخاطئة (7: 36-50)
وتوبة زكا العشار (19: 1-10) والوعد للّص التائب على الصليب (23: 40-43) الخ.

ب. اقتبس العبارات والأحداث التي تفتح أبواب الرجاء للأمم
كقول إشعياء النبي: "كل جسد يرى خلاص الرب"
ورسالة إيليا النبي إلى أرملة صرفة صيدا الأممية (4: 25)
ورسالة إليشع إلى نعمان السرياني الوثني الأممي (4: 27).

ج. ذكر إرسالية السبعين رسولاً
فإن كان الإثنا عشر تلميذًا يمثلون دعوة اليهود (الإثني عشر سبطًا) فإن رقم 70 يشير إلى ملء الأمم.

ء . في نسب السيد المسيح لم يبدأ بإبراهيم بل بآدم أب كل البشرية (3: 38).

3. إذ هو سفر الصداقة الإلهية المتّجهة نحو الإنسان
فإن هذه الصداقة مقدّمة أيضًا للأطفال والنساء مقدسًا الطفولة
ورافعًا من شأن المرأة ودورها الإيجابي
كما أعطى اهتمامًا خاصًا بالفقراء والمعوزين والمطرودين والمنفيين:

من جهة الأطفال انفرد بذكر ميلاد يوحنا المعمدان وطفولته
وأيضًا بشارة العذراء بميلاد الطفل يسوع في شيء من التفصيل
وابتهاج الجنين في أحشاء أليصابات عند دخول القديسة مريم وسلامها على اليصابات
وختان الطفل يسوع، ودخوله الهيكل مع القديسة مريم في يوم الأربعين
وذهابه الهيكل في الثانية عشر من عمره الخ.

من جهة المرأة فقد لاحظ بعض الدارسين أن لوقا البشير
إذ قدّم إنجيله المسكوني (الجامعي) أعطى اهتمامًا خاصًا بالمرأة أكثر من بقية الإنجيليين.
ففي العالم الهيلينى يبدو أن مركز المرأة اجتماعيًا وقانونيًا أفضل منه عند اليهود في ذلك الحين
لذلك أراد الإنجيلي إظهار أن الرسالة الإنجيلية لا تحدّها التقاليد اليهودية.
انفرد الإنجيلي بذكر حنّة الأرملة المتعبدة في الهيكل (2: 36)
كما سجّل لنا خدمة مرثا وجلوس مريم أختها عند قدميّ المخلص تنعم بكلماته.


4. يرى البعض مثل Leon–Dufour[16] أنه يمكن إطلاق تعبير "الإنجيل الاجتماعي"
على إنجيل معلمنا لوقا البشير في شيء من التحفظ، معلّلاً ذلك بأنه قد عرض الكثير
عن الالتزام بالعطاء للفقراء (3: 10؛ 14: 12-14)
معلنًا عقوبة من لا يساهم في احتياجاتهم (16: 25)، كما أبرز الالتزام بعدم الظلم أو الوشاية (3: 10-14).

يصعب أن ندعو إنجيلاً بأنه اجتماعي وآخر أنه روحي
فإن الحياة الإيمانية وحدة واحدة لا تتجزأ. إن قُدّم العمل الروحي فلا يتجاهل الجانب الاجتماعي
والعكس إن قُدّم عمل اجتماعي فمن واقع روحي.
فما أبرزه الإنجيل بخصوص الاهتمام بالفقراء والمعوزين والمتألمين والمظلومين
إنما هو ثمر طبيعي لتذوقنا صداقة السيد المسيح لنا
بكونه الصديق المهتم بالجميع خاصة المحتاجين روحيًّا أو ماديًّا أو اجتماعيًّا أو نفسيًّا.
فيليق بنا كأصدقاء للسيد المسيح أن نردّ حبه بالحب، ونحمل سماته فينا
فما يُقدمه لنا يحملنا أن نقدّمه بصورة أو بأخرى لإخوتنا.

التطويبات والويلات.

إن كان الفكر اليوناني قد ساد العالم في ذلك الحين، لكنه لم يقدّم للبشرية شعبًا صادقًا وفرحًا حقيقيًا
وعاش الإنسان يطلب كل يوم فلسفة جديدة أو فكرًا لم يُسمع عنه من قبل.
لذلك كتب الإنجيلي لوقا هذا السفر ليعلن أن المسيح صديق البشرية
هو واهب الفرح الداخلي والتسبيح. فقد ضمّ الكثير من التسابيح التي تعتز بها الكنيسة وتستخدمها في عبادتها وليتورجياتها
مثل تسبحة الميلاد الملائكية (2: 14)، وتسبحة زكريا (1: 68-79)
وتسبحة القديسة مريم (1: 46-55)، وتسبحة سمعان الشيخ (2: 29-32).

8. يرى البعض أن الأناجيل بوجه عام، وإنجيل لوقا بوجه خاص
لم تهدف إلى مجرد عرض لحياة السيد المسيح أو تاريخه
قدر ما هدفت إلى تقديم الكنيسة التي عاش فيها السيد المسيح حيًّا يعمل لأجلها.
فهي تتحدث عن مسيح الكنيسة كما تتذوقه بالتفافها حوله وثبوتها فيه.
فالقديس لوقا في إنجيله يعرض بوحي الروح القدس حياة الكنيسة خلال وجوده على الأرض بالجسد
بينما في سفر الأعمال يعرض حياتها بعريسها خلال وجوده عن يمين الآب بعد الصعود
واهبًا إيّاها روحه القدوس. إنه الصديق العامل بلا انقطاع، كان يعمل حين وُجد بالجسد هنا
ولا يزال يعمل بعد صعوده حتى يلتقي بنا على السحاب.

كما انفرد بذكر أحداث معينة مثل إجابة يوحنا المعمدان على الشعب
بكاء المسيح على أورشليم، موضوع حديثه مع موسى وإيليا عند التجلي
العرق الذي نزل من جبينه كقطرات الدم، خطابه لبنات أورشليم، لقاء السيد مع تلميذيّ عمواس
وأيضًا تفاصيل خاصة بصعوده.

12. من جهة الأسلوب
فكما سبق فتحدثنا في أكثر من موضع أن الروح القدس إذ يعمل في الكاتب ويلهمه بالكتابة لا يفقده شخصيته
بل يستغل قدراته ويلهمه ويحصّنه من الخطأ. وقد ظهرت قدرات معلمنا لوقا البشير من جهة الأسلوب
فكطبيبٍ اتسم بالفحص الدقيق، فجاء محققًا للأمور. وأيضًا كطبيبٍ ورسام في نفس الوقت جاء رقيقًا في أسلوبه
يحمل لمسات شعرية لطيفة وعذبة
حتى صار إنجيله مصدرًا للفنانين يستوحون منه أيقوناتهم.
وأيضًا كصديق ورفيق للقديس بولس في كثير من أسفاره أوجد شيئًا من التشابه بين كتاباتهما
مما جعل العلامة ترتليان يقول بأن الإنجيلي لوقا قد استنار بالرسول بولس.
ولا يُعرف بالتدقيق متى وضع لوقا انجيله. ولكن من المؤكد أنه وضعه قبل السنة السبعين.
واختلف الرواة في أمر المكان الذي كتبه لكن هذا شيء لا قيمة له في نظر التاريخ.

ومن مميزات هذا الانجيل الثالث انه يصلح أن يُدعى بحقٍ انجيل الرحمة
لأنه يذكر كثيراً من الحوادث التي تدل على حنان يسوع ورحمته نحو الخطأة
والتي تبيّن على الأخص عطفه نحو الأمم
وذلك لكي يصبّ في قلب الأمم المتنصرة عواطف الرجاء والثقة بالسيد المسيح.
ان انجيل القديس متى يبيّن أن يسوع هو المسيح وانجيل القديس مرقس يقدمه للرومانيين بكونه ابن الله الحق.
أما انجيل القديس لوقا فهو رسم بديع للرب يسوع بصفته طبيب البشرية ومخلص العالم.

ويُقسم انجيل لوقا إلى مقدمة وأقسام أربعة.
فهو يتكلم أوّلاً عن طفولة يسوع وحداثته ثم عن ظهوره للناس وبشارته في الجليل
ثم عن شخوصه الأخير من الجليل إلى أورشليم، وأخيراً عن آلامه وموته وقيامته.
وذلك كله بلهجة رائعة تأخذ بمجامع القلوب ببساطتها وصراحتها وجمال معانيها.

كتاب "أعمال الرسل"

هو مجموعة الحوادث التاريخية التي أوحاها الله
ووضعها القديس لوقا الرسول بالكتابة ليبيّن كيف نشأت الكنيسة
وكيف انتشرت بين اليهود والأمم، وماذا كان إيمانها وتعليمها.

لكن اسم الكتاب هو أعم من الموضوع الذي يُعنى به.
لأن هذا الكتاب لا يحتوي على تاريخ أعمال الرسل أجمعين
بل يقتصر على ذكر بعض الحوادث التي جرت للهامتين بينهم
أعني بطرس وبولس. فشخص بطرس يملأ الفصول الاثني عشر الأولى
وأعمال بولس هي موضوع لافصول الستة عشر الباقية.

وان عمل لوقا في وضع هذا الكتاب لعمل خطير
لأن كتاب الأعمال هو تتمة لكتب الأناجيل وهو نور يضيء ما غمض وصعب فهمه من كتب الرسائل
ولا سيما رسائل القديس بولس
وهو مجموعة بديعة للعقائد المسيحية كما بدأ الرسل يبشرون بها وينشرونها بين الشعب.
وهو كتاب يجد فيه المؤمن المتعبد أسمى التعاليم الروحية
وصورة حية للفضائل المسيحية التي امتاز بها الرسل القديسون والمؤمنون الأولون
نظير الغيرة والتجرد والسخاء وكرم النفس والصبر على الشدائد.
فمطالعة هذا الكتاب لذيذة على القلب شهية، فلا يملّ القارئ من العودة مراراً إليها، والاستفادة منها.

وهكذا يبقى القديس لوقا صاحب الفضل العظيم في ما تركه للأجيال التي تعاقبت وسوف تتعاقب على المسكونة
من كتاب الانجيل البديع وكتاب الأعمال الفريد في بابه، الأكيد في رواياته وتعاليمه.
فضلاً عن أنه الرسول الغيور والقديس الممتاز بفضائله وجميل كمالات

3- ‏وقيل‏ ‏في‏ ‏سبب‏ ‏اهتدائه‏ ‏إلي‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏إنه‏ ‏سمع‏ ‏بأنباء‏ ‏ظهوره‏ ‏في‏ ‏بلاد‏ ‏فلسطين‏
‏وأنه‏ ‏يشفي‏ ‏جميع‏ ‏الأمراض‏ ‏من‏ ‏غير‏ ‏دواء‏ ‏أو‏ ‏عقار‏, ‏فظن‏ ‏في‏ ‏مبدأ‏ ‏الأمر‏ ‏أن‏ ‏ذلك‏ ‏وهم‏ ‏وخداع‏
‏فقصد‏ ‏إلي‏ ‏حيث‏ ‏المسيح‏ ‏يسوع‏, ‏ليتحقق‏ ‏الخبر‏ ‏بنفسه‏
‏فرأي‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏ ‏وآمن‏ ‏به‏ ‏وتتلمذ‏ ‏عليه‏ ‏وصار‏ ‏واحدا‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏السبعين‏ ‏رسولا‏. 1‏
موته
وبعد نياحة بطرس وبولس هاذين الرسولين مكث هذا القديس يبشر في نواحي روميه.
فاتفق عابدوا الأوثان واليهود فيما بينهم وتوجهوا إلى نيرون الملك ووشوا بأنه قد رد بسحره جماعه
كثيرة إلى تعاليمه فأمر بإحضاره .

ولما علم القديس لوقا بذلك أعطى ما كان عنده من كتب لرجل صياد وقال له :
احتفظ بهذه عندك وتريك طريق الله. ولما مثل أمام نيرون الملك قال له الملك:
إلى متى ستظل الناس؟ فأجابه القديس: أنا لست ساحراً

ولكنى رسول يسوع المسيح ابن الله الحي. فأمر أن يقطع ساعده الأيمن قائلاً : اقطعوا هذه اليد التي كانت تعلم

وأمر يوقطع رأس الرسول لوقا .وهكذا تمت شهادته.
وجعل جسد القديس في كيس شعر والقي به في البحر وبتدبير الله قذفته الأمواج إلى جزيرة؛
فوجده رجل مؤمن فأخذه وكفنه ودفنه
- ‏ويروي‏ ‏التاريخ‏ ‏أن‏ ‏الإمبراطور‏ ‏قسطنطيوس‏ ‏الثاني‏ Constantius II
‏أمر‏ ‏بنقل‏ ‏رفات‏ ‏القديس‏ ‏لوقا‏ ‏من‏ ‏طيبة‏ THEBES ‏في‏ ‏بيتيه‏ BOEOTIA
‏إلي‏ ‏القسطنطينية‏ ‏حيث‏ ‏حفظت‏ ‏في‏ ‏كنيسة‏ ‏الرسل‏ ‏التي‏ ‏بنيت‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏مباشرة‏.‏
ومن‏ ‏التقليد‏ ‏نعلم‏ ‏أن‏ ‏القديس‏ ‏لوقا‏ ‏عاش‏ ‏بتولا‏, ‏وأنه‏ ‏عندما‏ ‏استشهد‏ ‏كان‏ ‏ابن‏ 84 ‏سنة‏. 10‏



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ava-bavly.ahlamontada.com
 
حياة وسيرة القديس لوقا البشير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حياة وسيرة القديس متى
» حياة وسيرة القديس يوحنا الحبيب
» قصة حياة القديس مارمرقس
» قصة حياة القديس أندراوس الصموئيلي
» قصة حياة القديس ابانوب النهيسي والشهيد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي الأنبا بولا ava-bavly :: المنتدي العام :: المنتدي العام-
انتقل الى:  

††  كن مطمئناً جداً جداً ولا تفكر في الأمر كثيراً بل دع الأمر لمن بيده الأمر   ††

++ نورت منتدانا أنت الزائر رقم ++